الدكتور هيثم زينهم… مسيرة علمية مشرّفة محليًا ودوليًا

 الدكتور هيثم زينهم… مسيرة علمية مشرّفة محليًا ودوليًا


برز اسم الدكتور هيثم زينهم كأحد الرموز العلمية المتميزة في مجالات اللسانيات والتقنيات اللغوية، نظرًا لما يقدمه من عطاء أكاديمي وبحثي تطبيقي في حقل الدراسات اللغوية، وخصوصا اللغة العربية وتعزيز حضورها في السياقات المعرفية والتكنولوجية المعاصرة. وهو أستاذ مشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ورئيس قسم برامج الماجستير بها.

النشأة والمسيرة الأكاديمية

وُلد الدكتور هيثم زينهم في 13 ديسمبر 1985 بمحافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية، ويقيم حاليًا في أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة. حصل على ليسانس الآداب من جامعة المنوفية عام 2006م ، وكان الأول على دفعته، ثم نال درجة الماجستير في العلوم اللغوية عام 2010م بتقدير "امتياز"، ودرجة الدكتوراه في التخصص نفسه عام 2013م بمرتبة الشرف الأولى.

محطات مهنية بارزة

بدأ مسيرته الأكاديمية معيدًا في جامعة المنوفية، وتدرّج حتى وصل إلى درجة أستاذ مساعد. ثم انتقل إلى دولة الإمارات عام 2021، ليعمل أستاذًا مشاركًا في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ويُكلّف برئاسة قسم برامج الماجستير، بعد إدارته مركز التميز في اللغة العربية.

في المجال الإداري، تولّى عدة مناصب منها: مدير وحدة الخدمات الإلكترونية، ومنسق الجودة، ورئيس كنترول الدراسات العليا. كما يُعد من المدققين اللغويين المعتمدين، وله أكثر من 20 عامًا من الخبرة في مراجعة الرسائل الجامعية والكتب والمجلات العلمية المحكمة والإشراف العلمي المتميز المختلف الذي يضيف للمكتبة العربية والدولية.

ريادة علمية في اللسانيات الحاسوبية والمنصات الذكية

يُعد الدكتور هيثم الرائد العربي الأول في دمج اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي عبر منصات ذكية فريدة من نوعها، وهو أول من طوّر تكاملًا عمليًا بين علوم اللغة والإنسانيات من جهة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من جهة أخرى، من خلال رؤى تأصيلية ونظرية غير مسبوقة في مجال حوسبة اللغة، من خلال مدرسته الفريدة التي تعتمد على الفهم وإدراك العلاقات، لا التلقين والحفظ.

وقد أطلق وأشرف على مشروعات استراتيجية عربية وغربية مختلفة، تستثمر الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم واللغة، ضمن إطار مدرسته البحثية الخاصة في اللسانيات التطبيقية، التي تهدف إلى ردم الفجوة بين العلوم الإنسانية واللغات والتطور التكنولوجي.

قدم أول دراسة نقدية موسعة حول "التدقيق اللغوي العربي الحاسوبي" عام 2015، وأسهم في مشاريع تطوير أدوات المعالجة الآلية للغة في جميع الحقول العلمية التي تعد اللغة أحد أركانها الرئيسة، ويعمل حاليًا على بناء أول منظومة تدقيق لغوي ذكية بالعربية، وأول منصة تعليم عربية بالذكاء الاصطناعي لتحويل التعلم إلى متعة وفهم، ومن ثم إبداع وابتكار.

إنتاج علمي رصين ومتعدد الأبعاد

تتوزع إسهامات الدكتور هيثم العلمية بين الأبحاث المحكمة والكتب النوعية، حيث نُشرت دراساته في مجلات ضمن قواعد بيانات Scopus وWeb of Science، في مجالات: اللسانيات النفسية، حوسبة اللغة، تعليم العربية للناطقين بغيرها، والترجمة الآلية. ومن أبرز مؤلفاته الأخيرة: 

• المعالجة الآلية للغات والإنسانيات

• حوسبة اللغات والإنسانية

• نصوص وجسور: اللغة ومقارنة الأديان

• معاجم الغريبين في اللغة العربية – مشكلات الترجمة الآلية

• تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالذكاء الاصطناعي

وقد شارك في أكثر من ثلاثين مؤتمرًا علميًا، وترأس جلسات بحثية وشارك في تنظيم فعاليات لغوية دولية.

رؤية تعليمية تواكب العصر الرقمي

يعتمد الدكتور زينهم في تدريسه على الدمج بين الطرائق التقليدية والتقنيات الحديثة، ويستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي والمنصات التفاعلية في تعليم اللغة العربية واللسانيات، مقدمًا مقررات أكاديمية متنوعة تشمل: النحو، حوسبة اللغة، اللسانيات، مهارات الاتصال، وتعليم العربية للناطقين بغيرها، في جامعات إماراتية وعربية مختلفة، وذلك بشهادة طلابه، حيث يراعي الفروق الفردية ، ويبتعد عن التلقين والحفظ إلى فهم العلاقات، وتوضيح المبررات والعلل ، مما يجعل طلابه قادرين على الإبداع والابتكار، وترك البصمات الجديدة الواضحة من خلال مجموعة واضحة من رسائل الماجستير والدكتوراه التي أشرف عليها.

بصمة مميزة في التدريب وتغيير السلوك

   إلى جانب حضوره الأكاديمي والبحثي، يُعد الدكتور هيثم زينهم من المدربين الدوليين البارزين في مجال التدريب القيادي وتغيير السلوك، وقد ترك بصمة واضحة في تطوير الكفاءات البشرية في العالم العربي والغربي. يمتلك سجلًا تدريبيًا يتجاوز 3000 ساعة تدريبية، قدّم خلالها برامج تخصصية في الإدارة واللغة، والذكاء الاصطناعي، وتنمية المهارات القيادية، والتحول الرقمي في التعليم والإدار، فضلا عن الاتزان الانفعالي، وتحليل الشخصيات وعلم الفراسة والحساب الذهني .. .

استفاد من برامجه التدريبية أكثر من 150,000 متدرب، من مختلف القطاعات الأكاديمية والإدارية، تقلّد عدد كبير منهم مناصب قيادية وإستراتيجية عليا، وكان لهم أثر ملموس في مجتمعاتهم ومؤسساتهم. وتتميّز فلسفته التدريبية بالجمع بين التحفيز السلوكي والتطبيق العملي، وفق نموذج شمولي يُراعي الفروق الفردية ويستند إلى نظريات علم النفس التربوي والسلوكي.

ختامًا...

تمثّل سيرة الدكتور هيثم زينهم مرسي برغوث نموذجًا للباحث العربي الذي يسهم في صياغة مستقبل الأجيال بشكل إيجابي، ويقود حركة معرفية تتجاوز الحقول التقليدية نحو التفاعل الحيوي بين اللغة والتكنولوجيا والإنسان. إن مشروعه العلمي ليس مجرد اجتهاد فردي، بل رؤية استراتيجية تستحق الدعم والانتشار، لما تحمله من وعي لغوي وتجديد معرفي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم