ما وراء العنصر".. رحلة شاب أزهري إلى جوهر الأشياء

 "ما وراء العنصر".. رحلة شاب أزهري إلى جوهر الأشياء

في زمن تتزاحم فيه المحتويات السطحية على المنصات الرقمية، يطل علينا شاب مصري من قلب جامعة الأزهر ليعيد تعريف العلاقة بين العلم والحياة اليومية. أحمد وائل، طالب بالسنة الأخيرة في كلية التربية – شعبة الطبيعة والكيمياء، أطلق سلسلة على يوتيوب حملت عنوانًا لافتًا: "ما وراء العنصر"، بشعار يختزل فلسفتها: البحث في جوهر الأشياء، وليس فقط في مكوناتها الظاهرة.



موسم أول بخمس محطات

الموسم الأول من السلسلة ضم خمس حلقات متنوعة، امتزج فيها التاريخ بالعلم والحياة اليومية:

البداية كانت مع قصة حياة مندليف، واضع الجدول الدوري، حيث كشف أحمد الجانب الإنساني وراء عبقري الكيمياء.

ثم انتقل إلى عالم الروائح عبر حلقة البخور وخفاياه، مستعرضًا أبعاده الكيميائية والثقافية.

في الحلقة الثالثة، تناول تاريخ الصابون، هذا العنصر البسيط في حياتنا، لكنه مليء بالتحولات العلمية والاجتماعية.

أما الحلقة الرابعة فغاصت في عالم الحبر السري، أحد أسرار التاريخ والحروب والاكتشافات.

وختام الموسم كان مع الخميرة وأسرارها، الكائن الدقيق الذي غيّر مسار صناعة الغذاء والدواء.

ما وراء الأرقام.. وما وراء الفكرة

لم تكن السلسلة مجرد تبسيط للمعلومات، بل محاولة لإحياء شغف البحث والسؤال لدى المشاهد، من خلال أسلوب قصصي ممتع يقرب العلم من الناس. وقد حظيت الحلقات بتفاعل لافت، خصوصًا من طلاب المدارس والمهتمين بالكيمياء، الذين وجدوا فيها نافذة تجمع بين الفائدة والمتعة.

استعداد للموسم الثاني

بعد نجاح الموسم الأول، يستعد أحمد لإطلاق الموسم الثاني من "ما وراء العنصر"، في رحلة جديدة إلى أعماق أشياء أخرى نستخدمها يوميًا، لكنها تحمل أسرارًا أعمق مما نتصور.

من الشاشة إلى الكتاب

ولا يتوقف طموح أحمد عند حدود اليوتيوب؛ فهو يحلم يومًا ما أن يجمع مواسم السلسلة في كتاب يحمل نفس العنوان "ما وراء العنصر"، ليكون مشروعًا علميًا متكاملًا يمزج بين النص والصورة والحكاية. بل إن حلمه الأكبر أن يرى هذا الكتاب يومًا معروضًا على أرفف معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي القراء والباحثون بمشروع وُلد من شغف طالب أراد أن يجعل الكيمياء حكاية للجميع.

إرسال تعليق

أحدث أقدم